الأحد، 14 ديسمبر 2014

وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَىٰ ضُرٍّ مَّسَّهُ ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (يونس 12)



صور سبحانه طبيعة الإنسان في حالتي العسر واليسر، فإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ عن طريق المرض أو الفقر أو غيرهما دَعانا بإلحاح وتضرع لكي نكشفه عنه، فهو تارة يدعونا وهو مضطجع على جنبه، وتارة يدعونا وهو قاعد، وتارة يدعونا وهو قائم على قدميه...

فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُ ضُرَّهُ وما أصابه من سوء مضى واستمر في غفلته الأولى حتى لكأنه لم تنزل به كروب، ولم يسبق له أن دعانا بإلحاح لكشفها. وخص سبحانه هذه الأحوال بالذكر، لعدم خلو الإنسان عنها في العادة...

قال الآلوسى: «وفي الآية ذم لمن يترك الدعاء في الرخاء، ويهرع إليه في الشدة، واللائق بحال العاقل التضرع إلى مولاه في السراء والضراء، فإن ذلك أرجى للإجابة. ففي الحديث الشريف: " تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة "...


اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم وفقنا لطاعتك ودعائك في كل الأحوال والأزمان...
اقرأ المزيد >>

الجمعة، 5 ديسمبر 2014

"إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا"

إن الذين آمنوا بالله واتَّبَعوا رسله وعملوا الصالحات وَفْق شرعه، سيجعل لهم الرحمن محبة ومودة في قلوب عباده.
اللهم اجعلنا منهم وثبتنا على دينك وعلى طاعتك حتى نلقاك.
اقرأ المزيد >>

الخميس، 4 ديسمبر 2014

إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَىٰ أُولَٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ * لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا ۖ وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ (الأنبياء 101-102)

إن الذين سبقت لهم منا المنزلة الحسنى بسبب إيمانهم الخالص وعملهم الصالح، وقولهم الطيب ... أُولئِكَ الموصوفون بتلك الصفات الحميدة مُبْعَدُونَ إبعادا تاما عن النار وحرها وسعيرها وحسيسها. والحسيس هو صوتها وحركة تلهبها...
قف مع نفسك لحظات وتخيل ان من نعم الله على المؤمنين ابعادهم عن صوت النار، فسماع صوتها من بعيد يعتبر عذاب في حد ذاته فما بالك بدخولها ... تخيل واسأل الله العافية والعمل الصالح...
اللهم إني أعوذ بك من النار...
اقرأ المزيد >>

الأربعاء، 3 ديسمبر 2014

وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ (المؤمنون 76)

ولقد أخذنا هؤلاء الطغاة، بالعذاب الشديد، كالفقر، والمصائب والأمراض فما خضعوا لربهم عز وجل وما انقادوا له وأطاعوه، وما تضرعوا إليه سبحانه بالدعاء الخالص لوجهه الكريم، لكي يكشف عنهم عز وجل ما نزل بهم من ضر.
تفكر في حياتك، كم مرة نزل بك بلاء؟ كم مرة فهمت واستوعبت الرسالة؟ كم مرة تماديت في الاعراض عن أمر الله؟ هل خضعت لربك وانقدت لأمره ونهيه؟ هل زاد عملك الصالح؟ هل دعوت الله أن يرزقك الثبات؟ هل عدت بعد زمن قليل لما كنت عليه؟ تفكر وأعقل قبل فوات الاوان....
اسمع جيدا ما قاله الحسن: " إذا أصاب الناس من قِبَل الشيطان بلاء، فإنما هي نقمة، فلا تستقبلوا نقمة الله بالحمية، ولكن استقبلوها بالاستغفار، وتضرعوا إلى الله".
اقرأ المزيد >>

الثلاثاء، 7 أكتوبر 2014

وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ * وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ (الزخرف 36-37)

بعد هذا الحديث الجامع عن هوان شأن الدنيا عند الله تعالى، أتبع سبحانه ذلك ببيان حال الذين عن ذكر الله تعالى معرضون، وأنهم يوم القيامة لن ينفعهم ندمهم أو تحسرهم، وسلى النبى صلى الله عليه وسلم عما أصابه منهم .

والمعنى: ومن يتعام عن ذكر الرحمن، ويعرض عن قرآنه، ويتجاهل هدى الرسول صلى الله عليه وسلم ( نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً)، أى نهيئ ونسب له شيطانا رجيما يستولى عليه، ويستخوذ على قلبه وعقله.

(فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ) أى فذلك الشيطان يكون ملازما ومصاحبا لهذا الإِنسان الذى أعرض عن القرآن، ملازمة القرين لقرينه، والشئ لظله .

وإن هؤلاء الشياطين وظيفتهم أنهم يصدون هؤلاء الفاسقين عن ذكر الله تعالى، وعن سبيله الحق وصراطه المستقيم .(وَيَحْسَبُونَ) أى هؤلاء المعرضون (أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ) إلى السبيل الحق. فإن قيل: فهل لهذا من عذر، من حيث إنه ظن أنه مهتد، وهو ليس كذلك؟

قيل: لا عذر لهذا وأمثاله، الذين مصدر جهلهم الإعراض عن ذكر اللّه، مع تمكنهم على الاهتداء، فزهدوا في الهدى مع القدرة عليه، ورغبوا في الباطل، فالذنب ذنبهم، والجرم جرمهم.
فهذه حالة هذا المعرض عن ذكر اللّه في الدنيا مع قرينه، وهو الضلال والغيّ، وانقلاب الحقائق.
اقرأ المزيد >>